¨°o.O ( ملتقي الشهيد رامي كريم) O.o° -

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
¨°o.O ( ملتقي الشهيد رامي كريم) O.o° -

اجتماعى ثقافى ترفيهى

دخول

لقد نسيت كلمة السر

المواضيع الأخيرة

» الان لعبة Age of Empires 2 Gold Edition كاملة وبروابط سريعة ... لا تفووووووووووووووتك
الشهيدة دلال المغربي Emptyالجمعة أكتوبر 02, 2009 6:05 pm من طرف نسر الشرق

» اصابة مسؤل عسكري في كتائب ابو الريش بجروح خطيرة...
الشهيدة دلال المغربي Emptyالإثنين يناير 26, 2009 5:43 pm من طرف صقر جباليا

» أقسى حملة تهويد تشن ضد القدس .. وأبو حلبية يناشد بوقف جريمة الاحتلال
الشهيدة دلال المغربي Emptyالسبت يناير 24, 2009 7:56 pm من طرف صقر جباليا

» انا الزهرة الفتحاوي اقدم اليكم اسفي وعتذاري عما حدث بيني وبين الوردة البيضاء
الشهيدة دلال المغربي Emptyالسبت يناير 24, 2009 7:53 pm من طرف صقر جباليا

» أغنية الشهيد رامي كريم داري الدمع
الشهيدة دلال المغربي Emptyالإثنين يناير 19, 2009 12:25 pm من طرف فارس الاحزان

» اندماج في قطاع صناعة السلاح الأمريكي
الشهيدة دلال المغربي Emptyالسبت أغسطس 09, 2008 8:19 pm من طرف الفراشة

» اسئلة صريحة وشوي حزينة
الشهيدة دلال المغربي Emptyالأربعاء أغسطس 06, 2008 5:50 pm من طرف الزهرة الفتحاوي

» ايهما اصعب عليك؟؟؟؟
الشهيدة دلال المغربي Emptyالأربعاء أغسطس 06, 2008 5:00 pm من طرف الزهرة الفتحاوي

» حط احد الاعضاء تحت المر الواقع........لعبة حلوة كتير
الشهيدة دلال المغربي Emptyالأربعاء أغسطس 06, 2008 1:35 pm من طرف الفراشة

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 12 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 12 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 121 بتاريخ الثلاثاء سبتمبر 24, 2024 12:13 pm

تحية الى كل الرفاق فى منتدى الشهيد رامى كريم (ابو هارون)

    الشهيدة دلال المغربي

    avatar
    الزهرة الفتحاوي


    عدد الرسائل : 175
    العمر : 33
    المزاج : رايق
    صور : الشهيدة دلال المغربي Female55
    تاريخ التسجيل : 13/07/2008

    صسي الشهيدة دلال المغربي

    مُساهمة من طرف الزهرة الفتحاوي الأربعاء يوليو 16, 2008 2:55 pm

    حورية البحر - دلال سعيد المغربي

    زارني صديق جزائري من مدينة "ذراع الميزان". توطدت بيننا عرى الصداقة، منذ أن وطئت قدماي، أرض المليون شهيد، جندياً من جنود جيش التعريب.‏

    ذهبنا إلى صديق لنا، يعيش في مخيم اليرموك، أمضينا بعض الوقت، مع أيام جميلة، كانت لنا مع "جرجرة" شيخ الجبال ومعقل الثوار، ومع "الصمام" مثل الوديان ومجمع الأحرار، ومشينا مع شريط الذاكرة، وفي المساحات الخضراء، من "بجاية" إلى "تيزي أوزو"، إلى الجزائر العاصمة، فولاية "الأصنام"، وسرحنا في السهول المترامية، من "وهران" إلى "تلمسان" و "سعيده" فإلى "سطيف" و "عنابة"، وشردنا في الصحراء وحواضرها من "تيارت" إلى "توقورت" إلى "ورقلة" و "تمنراست" فبشار..‏

    في طريق إيابنا إلى البيت، سألني ابن صديقي:‏

    - عمي، من هي دلال المغربي..؟!..‏

    - ما الذي أوحى إليك بهذا السؤال يا عميروش..؟!.‏

    - انظر يا عمي..‏

    ألقيت نظرة إلى حيث يشير بيده، فإذا بلوحة تحمل عبارة "مركز دلال المغربي" فقلت له : حسنا يا عميروش، سأحدثك عنها قليلا..‏

    ولدت دلال في بيروت، في اليوم الثاني عشر من شهر تشرين الثاني من عام ثمانية وخمسين وتسعمائة وألف. وترعرعت هناك، حيث درست في مدرسة "بعبدا" التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، ودخلت معسكر الأشبال للزهرات، وهي في السابعة من عمرها، وهناك في المعسكر بنت أحلاماً كبيرة، وتأملت الخرائط المعلقة على الجدران، لعلها تجد فيها، بعض‏

    ما يجسد حكايات الآباء والأجداد..‏

    أكملت دراسة المرحلتين الإعدادية والثانوية في بيروت. كبرت، نضجت، وأدركت معنى البريق في عيون الأطفال، كما أدركت معنى العمق الهادئ في عيون الحزانى، وفهمت معنى الرحيل وفراق الأحبة.‏

    أحبت الخيم، بكل ما فيها من بؤس يوقد في النفوس نار الأمل، وعشقت الأرض، التي احتضنت رفات الجدود..‏

    وأكلت من رغيف الإغاثة، ولبست من لباس الإغاثة، هناك في المخيم وبيوت التنك، التي بدت كالأقزام أمام الأبنية الشامخة، بعد أن انتصبت تتباهى، وتتطاول عليها، كأنها تود أن تحجب الهواء والشمس عنها..‏

    ووقفت الليالي عند أبواب الخيم وبيوت التنك، تستمع إلى هدير الأمواج، وترقب القمر القادم من الشرق، وتتأمل النجوم..‏

    ولعبت حتى تعبت بين هذه الخيم وبيوت التنك، وذرفت من كل أنواع الدموع وأشكالها..‏

    - أهي فلسطينية يا عمي..؟!.‏

    - إنها عربية يا عميروش، وقد يكون جدها من المغرب العربي..‏

    - وكيف يا عمي ..؟!..‏

    - ربما ذهب جدها إلى مكة المكرمة، ليؤدي فريضة الحج، ومن ثم توجه إلى فلسطين، ليزور الأماكن المقدسة فيها، أو لأمر آخر، وبقي هناك، بعد أن استطاب المقام، إذ لا شيء يمنع من ذلك، فالوطن كان واحداً موحداً، من مغربه إلى مشرقه..‏

    وربما ذهب جدها إلى فلسطين في تجارة، وبقي فيها، أو ربما كان جدها من أحرار المغرب العربي، الذين وقفوا في وجه الاستعمار، فطردهم إلى بلاد الشام.‏

    - هل كان جدها مع الأمير عبد القادر الجزائري..؟!.‏

    - ربما يا عميروش.. ربما كان مع البطل عمر المختار، أو ربما كان من أحرار مراكش وتونس..‏

    سرنا خطوات خطاها عميروش شامخ الرأس، يتأمل الشارع الطويل ويردد :‏

    - نعم يا عمي، ربما جاء من مدينة فاس أو طنجة أو سبتة، ربما جاء من الأوراس، من يدري، ربما جاء من واحات تونس أو ليبيا، وربما جاء جد جدها من الأندلس، لكن هذا لا يهم، أكمل يا عمي فأنا أريد أن أسمع قصة دلال.‏

    توقفت أمامنا سيارة أجرة، ركبنا فيها عائدين إلى البيت، لكن عميروش بقي يلح علي، فنزلت عند رغبته وقلت :‏

    - عاش جدها في "اللد" وعاش أبوها في "يافا" وحين احتل الصهاينة جزءا من أرض فلسطين، طردوا عشرات الآلاف من أبناء فلسطين، وشردوهم في كل اتجاه، كان والد دلال أحد المشردين، الذين ساروا حفاة عراة من يافا إلى لبنان، يحملون أمهاتهم وأطفالهم، ويقاتلون الجوع والعطش..‏

    هز عميروش رأسه، كما استحضر في الذاكرة صورة تؤكد القول وقال :‏

    - نعم، كما كان يحدث عندنا، لقد جاء الفرنسيون إلى بلادنا وقالوا هذه أرض فرنسية وما أنتم إلا غرباء، فارحلوا من هنا، إن كنتم ترفضون الهوية الفرنسية، نعم هكذا حدثني جدي، وهكذا قرأت في الكتب، لقد قتلوا كل من قال لهم : لا، وكل من دافع عن أرضه، أو طردوه، أو نفوه إلى الصحراء، حتى يموت هناك من الجوع والعطش والقهر، لكن، أليس غريباً ما يحدث لنا..؟!.. تقول الكتب إن العرب أمة عريقة، وإن الوطن العربي كبير، وتتحدث عن قادة عظام فأين نحن من هذا التاريخ يا عمي...؟!... أليس هؤلاء هم أجدادنا؟!‏

    - بلى، نحن أحفاد هؤلاء، وسوف..‏

    - عمي.‏

    - حسناً سأتابع الحديث عن دلال..‏

    مخرت دلال عباب البحر في ليلة ليلاء، هبت فيها رياح قوية، كأنها تريد أن تدفع السفينة بسرعة أكبر، إلى حيث يجب أن تكون، قبل انبلاج الفجر، وهطلت فيها أمطار غزيرة، وكأن السماء فتحت كل صنابيرها، تود أن تملأ حوض البحر على عجل، كان المطر أبيض اللون كالثلج. وهاجت الأمواج، تعلو وتهبط، كأنها تريد أن تقيم سواتر زاحفة، تخفي وراءها الزورق المطاطي..‏

    غط الركاب في نوم عميق، كأنهم صغار أمرتهم أمهم بالنوم باكراً، حين اقتربت السفينة من المنطقة المحددة، وبقي اثنا عشر فارساً وفارسة واحدةً في يقظة تامة، تأهبوا لخطوة، الخطأ فيها قاتل. توقف الزمن لحظة حين بدأ الرجال يقفزون في الماء، واحداً بعد الآخر، وقفزت دلال، وتلقف البحر اثنين من المغاوير،واحتضنهما كما الأم تحتضن الوليد، وحملهما إلى شاطئ الوطن، وتابع الآخرون الطريق..‏

    وتعانق الوطن وأحد عشر كميّاً تقودهم فتاة في عمر الورد، عند الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الحادي عشر من شهر آذار من عام ثمانية وسبعين وتسعمائة وألف..‏

    قبل الأبطال تراب الوطن، ملؤوا صدورهم من هوائه المنعش، دارت عيونهم في كل الاتجاهات دون استثناء، تنهب مسافات الأرض،وأعماق الفضاء، كأنها تود أن تروي عطشاً لـه من العمر ما للقضية من عمر..‏

    نظرت إلى عميروش، فإذا به مشدود الأعصاب، فتابعت حديثي:‏

    - كانت لحظة من لحظات الحلم الذي طال انتظاره، من يدري أي شعور خالج الفرسان حين وطئت أقدامهم تراب الوطن، وانتصبت هاماتهم على شاطئه الجميل..‏

    كان عميروش يهز رأسه، كأنه يقول لي بالإشارة والإيماء أن أتابع الحديث فقلت :‏

    - لم تجلس المجموعة تتأمل كيف يتجسد الحلم إلى واقع، بل توجهت إلى بيارة قريبة لترتاح قليلاً، وتتفقد الأسلحة، وتراجع الخطة من جديد.‏

    خرج الأبطال من مكمنهم عندما أشارت عقارب الساعة إلى الرابعة عشرة وثلاثين دقيقة، ونزلوا إلى الميدان، يتحدون بإرادة الحق، كل آل صهيون، وكل من لملمهم، ورعاهم بالمال، وأمدهم بأدوات الموت والدمار..‏

    وبدأت المواجهة الأولى في نقطة تقع في منتصف المسافة بين نهر "دالية" و"جسر الزرقا" وتقدم الأبطال على طريق حيفا – تل أبيب، تابعوا مسيرتهم الظافرة، تاركين وراءهم جثث الصهاينة، الذين حاولوا التصدي لهم، وصلوا إلى سوق السيارات القديمة، على بعد اثني عشر كيلوا متراً شمال مدينة تل أبيب..‏

    وقف الكماة، في مواجهة ما يزيد عن أربعمائة جندي من قوات العدو وشرطته، حمي وطيس المعركة، جن جنون العدو، حتى دمر بيده الحافلة، التي كانت تقل الرهائن ، وانتهت المعركة في تمام الدقيقة الخامسة عشرة بعد الساعة الثامنة عشرة..‏

    رفع عميروش رأسه، ونظر إلي نظرة، عبرت عن كل ما ثار في أعماقه من المشاعر، وقلت له قبل أن يمطرني بتساؤلاته :‏

    - نعم فلسطيني واحد، مقابل أربعين إسرائيلياً..‏

    - وبعد يا عمي..؟..‏

    - سقط تسعة كماة، شهداء في ساحة الشرف، وجرح اثنان، وقعا في الأسر..‏

    - ودلال..؟!..‏

    - وصفها أحد شهود العيان من الرهائن، الذين بقوا على قيد الحياة بقولـه: "كانت أشد عنفاً من رفاقها"..‏

    نعم يا عميروش، لقد قاتلت دلال حتى الرمق الأخير، ولاقت وجه ربها على ربا فلسطين، حيث رفات الآباء والجدود.‏

    - والعدو يا عمي ..؟!..‏

    - اثنان وأربعون قتيلاً، وخمسة وثمانون جريحاً، إضافة إلى تدمير حافلتين وعربة جيب، وست سيارات صغيرة للأجرة..‏

    كان عميروش مشدود الذهن، كمن يعيش الحدث خطوة خطوة، فسمعته يردد:‏

    - واحد إلى أربعين، تسعة شهداء، مقابل اثنين وأربعين قتيلاً، جريحان مقابل خمسة وثمانين.. نعم يا عمي، نعم يا أبي دائماً كما قرأت في الكتب.‏

    استأذن الأب بأدب وقال :‏

    - إن السلاح الأمضى في منازلة الأعداء، وإلحاق الهزيمة بهم، هو الإيمان بعدالة القضية، والإرادة الصادقة في استرداد الحق المغتصب، والشجاعة في مواجهة الواقع، والارتقاء إلى مستوى الطموحات..‏

    واستأذن ثانية وتابع يقول :‏

    - حقاً إنهم أبطال، وسوف تذكر الأجيال مأثرتهم الخالدة، إني لأرى في دلال امرأة غير عادية، لا بد أنها كبرت قبل الأوان، وملكت عمق التفكير، وبعد النظر، وآمنت بأن البطولة لا جنس لها، فتعلمت فنون الرماية والغوص والسباحة والنزال، وأجادتها حتى بزت الرجال..‏

    وتنهد وأضاف يقول :‏

    - كانت دلال تمثل صرخة الضمير العربي في هذا الزمن، الذي لا يرى فيه المرء طحيناً رغم الجعجعة التي تصم الآذان، ويكاد المرء يهرب حتى من بيته..‏

    يا صاحبي، حبذا لو تتابع الحديث عن دلال، فأنا أريد أن أعرف عنها كل شيء، وأن أكون قريباً منها، إنها بذرة واعدة، سقطت في أرض خصبة..‏

    - حسناً يا صديقي حسنا، الآن سأقرأ عليكما فقرات من وصيتها، لعلها تكمل صورتها، لقد كتبت دلال تقول :‏

    "إني لماضية في الطريق، مهما كلفني ذلك من جهد وتضحية ودماء، ولن أتراجع أو أتردد..".‏

    بدت على صديقي علامات الإعجاب، فقاطعني يقول :‏

    - رائعة أنت يا دلال، يا حبيبة الحالمين بالوطن، ستنمو شقائق النعمان، وتتفتح هناك.. هناك حيث روى الدم الطاهر، ويروى تراب الجدود..‏

    دلال يا حبيبة العاشقين في بلادي، سنمضي قدماً على دربك، ونحن نغني "بلادي.. بلادي.. لك حبي وفؤادي".
    نحن لا نعرض بضاعة في السوق، حتى نساوم عليها أو لانساوم، نحن أصحاب أرض سلبت منا يوما، كنا فيه كما اليتامى على مائدة اللئام، وسرنا على طريق استردادها، ونسير حاملين راية الزحف المقدس، بندقية فوهتها ينبوع حقنا الشرعي في أرض الآباء والأجداد..‏

    دلال يا من كان لها شرف السبق في العودة إلى حيث يجب أن يرجع الجميع، حطمت كل قواعد الزفاف والغوص والسباحة والنزال، فكنت المأثرة التي هزت أعماق الرجال، وطرقت أبواب الضمائر المعتكفة في كهوف عصر ما قبل التاريخ، وتلك حبيسة الأوهام، فهل تتحرك..؟!. ويح من نام على ضيم، يا قوم أين الرجال..؟!..‏

    ابتسمت وقلت لصاحبي :‏

    - مهلاً يا صديقي، فقد أنهكت أعصاب الفتى، دعني أتابع الوصية، لقد كتبت دلال تقول :‏

    "أيها الأخوة حملة البنادق، وصيتي لكم جميعاً، تبدأ بتجميد التناقضات الثانوية، وتصعيد التناقض الرئيس ضد العدو الصهيوني، وبتوجيه البنادق، كل البنادق، نحو هذا العدو".‏

    - رائعة أنت يا دلال، لقد أدركت ما عجز عن إدراكه الكثير من زبانية "القمم" ومن رواد الصف الأول في المسرح العربي..‏

    لقد أصابت كبد الحقيقة، نعم لا شيء أخطر من الانشغال بالتناقضات الثانوية، نعم هذا ما يريده العدو ويتمناه، وهذا هو معنى مقولته ومقولة سادته"فرق تسد" حقاً يا دلال البيت أولاً، ومن ثم التفكير في ترتيب أثاثه..‏

    - نعم، هذا صحيح يا صديقي، وهذا ما أدركته دلال، وأوصت به، رغم صغر سنها، وقد أوصت أيضاً بمواصلة النضال حتى تحرير كامل التراب الوطني، وبعدم المساومة على أي شبر من الأرض، وقالت أيضاً :‏

    " لايهم المقاتل أن يرى لحظة الانتصار، حين يضحي بروحه، سأراها بعين رفيقي".‏

    لم يتمالك صديقي نفسه، فوقف قليلاً، وبدأ يذرع أرض الغرفة جيئة وذهاباً وهو يردد :‏

    - إنها فنانة شعب، في مصاف القديسين، قولها لوحة، فعلها لوحة، وحين تمزج بين ألوان اللوحتين، ترسم لوحة الحياة الحرة الكريمة.‏

    وقال لابنه عميروش :‏

    - قل ما في نفسك يا عميروش، الكلمة حرة، ولا يجوز أن تُحبس، إنني أكره كل من يتطاول عليها، وكل من يحاول أن يمنع عنها الماء والهواء والشمس، أبداً يا بني لا تدع الكلمة تموت وإلا انتهت الحياة..‏

    - أشكرك يا عمي على هذه الأمسية، لقد عشت مع دلال، فعرفتها وعرفت قصتها، وأحببتها، سأروي مأثرتها الخالدة لأصدقائي، وسوف نحفظ وصيتها، ونسير على دربها، حقاً إنها بطلة الأبطال..‏

    - نعم، هذا واجب يا بني، لقد أحبت دلال الحياة، فقتلها أعداء الحياة، وما علموا أن الشهداء هم الأحياء أبداً، وها هم أبناؤها يسطرون ملاحم المجد، ويرددون ملاحمها، نشيداً معمداً بالدم..‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد سبتمبر 29, 2024 4:21 am