مقدمة
كان في ودّي , أن اضع هنا , موسوعة عن المعارك الحاسمة في الاسلام , والمعركة الحاسمة في الاسلام هي التي تكون القاصمة , بحيث لا يقوم للعدو بعدها قائمة , ولا يعود لهم أي تهديد على كيان الدولة الإسلامية ولا على المجتمع الإسلامي .
ومعارك الإسلام الحاسمة كثيرة جدا .. قام بها السلف والخلف , فأوصلوا الإسلام والمسلمين الى هذه المكانة من الاتساع والإنتشار , فكانوا هم الأعلون دائما .
وسنة الله في خلقه , تقول : " وتلك الأيام نداولها بين الناس " , " إن تنصروا الله ينصركم " , " ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين , إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون " , " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد " , وغير ذلك .
ثم ..
يقول الله تعالى في سورة مريم {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا(59)إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا(60)جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَانُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا(61)لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلا سَلامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا(62)تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا(63)}
ففي العصر الحديث , انقلب ميزان الأمة الاسلامية ودولتها , وتكالبت قوى الاستعمار الغربي الصليبي والنصراني عليها , وبتعاون مع بعض القوى الداخلية , استطاع الاستعمار الخبيث احتلال اقاليم وولايات الدولة الاسلامية المترامية الاطراف , ومن ثم قام بتقسيمها ووضع حدود وهمية بينها , من اجل ضمان استمرار تفرقها وضعفها , على اساس القاعدة الاستعمارية الغربية المعروفة , فرّق تسد . وكذلك فرض القوانين الوضعية الغربية بدل القوانين الشرعية التي تحكم الدولة الاسلامية .
وقامت الثورات الدينية والشعبية والاصلاحية ضد هذا الاستعمار البغيض والمتسلط والمجرم .. حتى استطاعت هذه الدول المجزأة , تحقيق الاستقلال , ولكنها لم تستطع حتى الان العودة الى الوحدة الاندماجية التي هي فرض حتمي في الدولة الاسلامية , كما ان بعضها لا يزال يحاول اعادة تطبيق احكام الشريعة الاسلامية , كما هو المفروض في الدولة الاسلامية .
ويأبى الله الا ان يستمر الجهاد الى يوم القيامة , ويأبى الله الا ان يتخذ من هذه الأمة المختارة المزيد من الشهداء ..
وتستمر المعارك بين الاسلام وبين كافة قوى الكفر والظلم والعدوان والطغيان ..ف: الجهاد ماض إلى يوم القيامة .
يقول ربنا الحكيم الخبير العليم الحليم في محكم التنزيل: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ (محمد:31)
ويقول سبحانه: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ (الأنبياء:35)
ويقول جل وعلا: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾(البقرة:155)
ويقول المولى جل وعلا: ﴿ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْض ﴾ (محمد: 4)
ويقول سبحانه: ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (آل عمران:186)
لكن كان هناك فرق بين مسلمي الأمس , ومسلمي اليوم ..
مسلمو الأمس بذلوا كل ما يملكون من اجل الدين ومن اجل حماية دولة الاسلام واهلها , ولم يشغلهم عن ذلك شاغل , ومسلمو الامس اتخذوا من الايمان ومن العلم سلاحا جلب لهم النصر الذي كاد في بعض الحالات والأوضاع يظن أنه من ضغاث الاحلام ..
قال تعالى : ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا ﴾سورة يوسف الآية 110. وجاء في البخاري: "وَتَلَا ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ( البقرة:214) .
فيا من تمسكت بشرع الله لا تجزع ولا تترد ولا تنكص على عقبيك وأسأل الله الثبات على دينك واصدق مع ربك
اما مسلمو اليوم فقد اشغلتهم الدنيا " ألهاكم التكاثر , حتى زرتم المقابر " , وما فطنوا الى الواجبات الملقاة على عاتقهم اتجاه دينهم ودولتهم وشعوب الامة الاسلامية .. الا من رحم ربي منهم .
يعني , الكثير من المسلمين اليوم , مقصرون قي ذلك . ولا شك ان غير المقصر , سينال الثواب الذي يستحقه جزاء عمله , " وهل جزاء الاحسان الا الاحسان "
إن الجهاد فى سبيل الله هو ذروة سنام الإسلام ، وما تركه قوم إلا ذلوا ، ومنذ أن أمر الله المسلمين بقتال المشركين فى قوله تعالى : ( وقاتلوا المشركين كافة كما يُقاتلونكم كافة ) ( التوبة : 36 ) ، انطلقت كتائب الجهاد فى سبيل الله تفتح البلاد شرقاً وغرباً ابتغاء رضا الله ( فليقاتل فى سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل فى سبيل الله فيُقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيماً ) ( النساء : 74 ) .
وكانت كتائب الجهاد تدرك هدفها جيداً ، فقد كانت رسالتها فى كل لقاء لها مع أعداء الله واضحة ، وهى :" إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام " .
وكان يقود هذه الكتائب قادة عظام صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فنصرهم الله ، وفتح على أيديهم ، وأيدهم على أعدائهم فى معارك فاصلة .
وقادة الفتح الإسلامى ضربوا أروع الأمثلة فى فنون القيادة والحرب ، وكانت المعارك الحربية التى قادوها دليلاً على عبقريتهم وعظمتهم ، والله نسأل أن يرزق أمتنا بأمثال هؤلاء القادة الأفذاذ ، فيفتح الله على أيديهم ، ويعيدوا للإسلام عزه ومجده
وقد نصت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وطلبت من المسلمين العمل على الاهتمام بمستقبلهم الدنيوي، لكسب مستقبلهم الأخروي، وأمرتهم بالإعداد والاستعداد ،وحثتهم على إحكام العدة، وإتقان التطلع .
والمسلمون الأوائل كانوا , من اصحاب التخطيط للمدى البعيد، وكان إيمانهم الساطع، ويقينهم التام في أن مستقبلهم بين يدي اللّه عز وجل، خير حافز لهم لتخطي العقبات ومواجهة التحديات، والعمل لصالح قومهم والأجيال المقبلة من ذريتهم، حتى أنهم رأوا المستقبل في أنفسهم، ورأوه في أبنائهم وأبناء من يدخلون في دين الله أفواجاً، زمنهم وزمن من بعدهم، التواقون للحرية والانعتاق من جبروت الطغاة، فهاجروا من ديارهم، وضحوا بدنياهم في سبيل دينهم، كي يعيشوا ويعيش الخلف في رغد من العيش، وحرية في الدين، تضمن حياته ومستقبله ومستقبل دينه.
وعرفت ساحات القتال في معارك الفتوح العربية الاسلامية عدداً كبيراً من المعارك الحاسمة، كما عرفت وحفظت أسماء شهداء بقيت تضحياتهم مناراً في سماء الدنيا، تتطلع إليها أبصار الأجيال جيلاً بعد جيل، وتستمد من وهجها ما يضيء دروب المستقبل.
لكن ينبغي على كل المسلمين التعاضد والتوحد , متذكرين قوله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا..
ومتذكرين المثل القائل أكلت يوم أكل الثور الأبيض ..
فالله المستعان
---
ومن خلال قراءة قصص المعارك الحاسمة يمكن استخلاص ما يلي:
*أولاً: إن هذه المعارك هي مما يتم تصنيفها في إطار (حروب الإيمان) حيث يتدخل العامل المعنوي ليكون المعاوض عن التفوق المادي للعدد، ففي هذه المعارك، كما في غيرها من معارك حروب الإيمان، كانت قوى العدو متفوقة بنسبة تتراوح بين واحد إلى خمسة وأحياناً بنسبة أكبر في غير صالح المسلمين، ومع ذلك استطاع المجاهدون في سبيل الله تحقيق انتصاراتهم؛ بفضل نصر الله لهم.
*ثانياً: تظهر سيرة قادة المعارك؛ الصفات المشتركة التي يتحلى بها قادة الجيوش الاسلامية من الفضائل الحربية، وما ظهر منها بوضوح: فضيلة الشجاعة في مواجهة الخطر؛ واتخاذ القرارات الصحيحة؛ وإدارة الأعمال القتالية بكفاءة عالية، والصبر على شدة البأس، والاستعداد الدائم للقتال.
*ثالثاً: ولعل ما هو أكثر أهمية مما تبرزه هذه المعارك الثلاث- على ما بينها من تباعد زمني؛ وعلى ما بينها من تباين في الطبيعة الجغرافية لمسارح العمليات؛ وعلاوة أيضاً على الاختلاف في أجناس وطبائع أعداء الاسلام في القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا واوروبا... أن الفتوح الإسلامية ما كانت إلا استجابة للتحديات التي حاول فرضها أعداء الإسلام على العرب المسلمين؛ فقد كان الفرس في آسيا، وكان الروم والبربر في أفريقيا، وكان الروم وأنصارهم من الصليبيين في الغرب، هم الذين دفعوا المسلمين لتطوير حروبهم عبر محاولاتهم المستمرة (لإطفاء نور الله) والنيل من راية الاسلام التي حمل العرب المسلمون رايتها؛ ونقلوها إلى كل شعوب الأرض. ولهذا؛ وبقيت رايات الجهاد في سبيل الله خفاقة في سماء الدنيا.
فالمعركة الحاسمة هي ما يتعارف عليه اليوم بمصطلح الاستراتيجية ..
فالاستراتيجية لغة هي فن قيادة الجيش، أو فن قيادة الحروب .. وما دامت "الاستراتيجية" هي فن قيادة المعارك، فهي تعتمد أساساً على استقراء الواقع واستشراف المستقبل لأنها تتكون من عنصرين أساسيين : الإقدام والابتسار. فعنصر الإقدام يتعلق أكثر بشكل الوسائل والجيوش في الاستراتيجيات العسكرية، إذ يقتضي معرفة تامة بالواقع، والابتسار يتعلق أساساً بتوقع ردود الفعل، وهو أمر يحتاج إلى استشراف للمستقبل، وإلى معرفة وطرح مختلف السيناريوهات والمشاهد المحتملة، حتى يمكن للاستراتيجي أن يستوعب مختلف ردود الفعل الممكنة والمحتملة.
والاستراتيجية اصطلاحا هي فن استخدام المعارك كوسيلة لتحقيق أهــداف الحــــرب. دلالة على فن استخدام الوسائل الموضوعة تحت تصرف القائد العسكري لتحقيق أهداف الحرب. أي دخول المعارك الحاسمة للقضاء على جيش العدو وتحطيم إمكانياته.
فالاستراتيجية تصبو إلى أهداف معينة، وتخطط لإنجازها بالوسائل الممكنة، محاولة أن تجمع ما استطاعت من معلومات، ولكنها تضع نصب أعينها أنه في حالة الفشل، ستتصرف بنوع مدروس ضمن بنودها لتستدرك قواها وتستجمع أدواتها، كي تباغت من جديد ذلك العدو الذي تواجهه، وحتى تصل إلى مرادها. محركها في كل ذلك الإقدام، ودليلها إبان كل ذلك الابتسار.
والاستراتيجية تختلف عن التكتيك الذي يعني فن تنفيذ الخطط، كون الاستراتيجية تستخدم كل الوسائل والمعارف والمواد لتحقيق أهداف معينة، فهناك تكامل وتداخل بين الأهداف والوسائل، وعلى قدر تسلسل الأهداف واختيار أفضل الوسائل لتحقيقها، يكون تطور مستويات اتخاذ القرار.
والاستراتيجية غالباً ما تترادف مع التخطيط، لكن التخطيط يتضمن عدة عمليات، من بينها انتقاء الأهداف واختيارها ووضعها، أما الاستراتيجية فهي كيفية الوصول إلى تلك الأهداف، وذلك مضمونها وموضوعها. فنحن حين نباشر موضوعاً ما مـن الـناحية الاسـتراتيجية، لابد وأن نجـيب عـلـى الأسـئـلة التـالية : ماذا ؟ ومـتى ؟ وكيف ؟ وفي خضم هذه الأسئلة يتحدد الإطار والأسلوب الذي من خلاله ستتم تعبئة وتنسيق وتوجيه الطاقات والموارد والقوى البشرية والمادية والمعنوية والمالية المتاحة في الحاضر والمستقبل، بغية تحقيق أهداف محددة ومرسومة من طرف التنظيم المشرف على عملية التخطيط أو عملية وضع الاستراتيجية.
وقد لا يكون من الضروري أن يدخل القائد معارك حاسمة لتحطيم جيوش أعدائه، ولكن قد يكون من الأفضل، تحت ظروف معينة، استخدام خطة أهداف محدودة تعتمد على تحطيم معنوياتهم، وتعطيل حركتهم بضرب مؤخراتهم ومراكز اتصالهم وتموينهم، فالمهم أن يصل إلى الانتصار، بحسب الخطة التي اتبعها، والوسائل الموضوعة تحت إشارته أو رقابته، والسياسة التي انتهجها للوصول إلى ذلك الانتصار
---
الجمعة أكتوبر 02, 2009 6:05 pm من طرف نسر الشرق
» اصابة مسؤل عسكري في كتائب ابو الريش بجروح خطيرة...
الإثنين يناير 26, 2009 5:43 pm من طرف صقر جباليا
» أقسى حملة تهويد تشن ضد القدس .. وأبو حلبية يناشد بوقف جريمة الاحتلال
السبت يناير 24, 2009 7:56 pm من طرف صقر جباليا
» انا الزهرة الفتحاوي اقدم اليكم اسفي وعتذاري عما حدث بيني وبين الوردة البيضاء
السبت يناير 24, 2009 7:53 pm من طرف صقر جباليا
» أغنية الشهيد رامي كريم داري الدمع
الإثنين يناير 19, 2009 12:25 pm من طرف فارس الاحزان
» اندماج في قطاع صناعة السلاح الأمريكي
السبت أغسطس 09, 2008 8:19 pm من طرف الفراشة
» اسئلة صريحة وشوي حزينة
الأربعاء أغسطس 06, 2008 5:50 pm من طرف الزهرة الفتحاوي
» ايهما اصعب عليك؟؟؟؟
الأربعاء أغسطس 06, 2008 5:00 pm من طرف الزهرة الفتحاوي
» حط احد الاعضاء تحت المر الواقع........لعبة حلوة كتير
الأربعاء أغسطس 06, 2008 1:35 pm من طرف الفراشة